التعريف بالحزب
آخر الأخبار
عبد العزيز بلعيد يترشح رسميا لرئاسيات 2019
أعلن عبد العزيز بلعيد رئيس جبهة المستقبل، السبت، ترّشحه رسميا لرئاسيات أفريل
عهدة جديدة للدكتور عبد بلعيد على رأس جبهة المستقبل
زكى المؤتمر الثاني لحزب جبهة المستقبل، المنعقد اليوم الجمعة 28 سبتمبر 2018
جبهة المستقبل تعقد مؤتمرها بمشاركة 1318 مناضل
تعقد غدا وعلى مدار يومين جبهة المستقبل مؤتمرها الوطني بعين البنيان بمشاركة
السفير الصحراوي بالجزائر يبدي اعتزازه بدعم جبهة المستقبل الدائم للقضية الصحراوية
أستقبل السفير الصحراوي بالجزائر من طرف السيد عبد العزيز بلعيد رئيس حزب
الأحداث القادمة
...
تنشأ الأحزاب العتيدة من رحم الأحداث الكبرى ، ومع الانعطافات التاريخية ،حيث يغدو وجود تلك الأحزاب وظهورها مطلبا وحاجة ملحة ، تتطلع إليها الجماهير العريضة بمختلف شرائحها ، تنشد من ورائها أمل الحرية والانعتاق والكرامة ، إنها تأتي استجابة عفوية حينما لم تعد الأنظمة القائمة ، غير قادرة على الاستجابة والتكيف مع معطيات الواقع الجديد الذي تفرضه ظروف داخلية وإقليمية وخارجية
أما الظروف الداخلية ، فهي صحوة المجتمع ويقظته ووعيه المتزايد تلك الصحوة الشبابية ، ويقظتها ، ووعيها المتزايد ، بضرورة التغيير، وأخذ زمام المبادرة للتحكم في المصير والمستقبل ، تحقيقا للآمال ، والطموحات المشروعة في العيش الحر الكريم ، كما يأتي ظهور هذه الجبهة تماشيا مع الإصلاحات التي عزم عليها المجتمع وانسجاما مع الوضع السياسي الراهن دون الخضوع لمحاولات الإقصاء أو تغييب روح المبادرة لديه .
أما الظروف الإقليمية فهي تلك الثورات العارمة التي هزت كيان العديد من الدول العربية وأنظمتها القائمة منذ عشرات السنين ، إنها ثورات تنبئ في معظمها عن تولي الإيديولوجيات المستوردة والأنظمة المهترئة البائدة لتعلن عن عصر تصبح فيه الكلمة الأولى والأخيرة للشعوب تفرض سياستها ومنهجها وحرية اختيارها وتطلعاتها إلى مستقبل مشرق ، بحسب ما تمليه ظروفها المادية والروحية وواقعها الاجتماعي والاقتصادي بعيدا عن النظريات والأوهام العقائدية والتسلط الفردي .
أما الظروف العالمية فقد بات واضحا للعيان أن العالم أصبح يعيش أزمة اقتصادية خانقة بكل نتائجها المأساوية التي تنبأ بها دعاة صراع الحضارات ونهاية التاريخ . ليصبح تحقيق السلم العالمي المنشود وحقوق الإنسان والديمقراطيات الغربية المزعومة مجرد أضغاث أحلام يكذبها واقع الشركات المتعددة الجنسيات والتدخلات السافرة للدول القوية في شؤون الدول المستضعفة ضاربة عرض الحائط جميع المواثيق والعهود الدولية وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها ، تحت أكاذيب وادعاءات تحرير تلك الشعوب وتحقيق السلم والعدالة.
وأمام هذه الظروف كلها، جاءت ولادة جبهة المستقبل طبيعية، وعفوية، غير قسرية ، لتفرض علينا وعلى مؤيديها عودة الوعي والروح والضمير والنضال من أجل تلك الحلقة المفقودة من إنسانية الانسان التي كاد يفقدها تحت وطأة الجشع والصراع والحروب والفتن .
إن خيبة الأمل في تأطير المجتمع ، والصحوة التي برزت مؤخرا لدى شريحة كبيرة منه دفعت بمجموعة كبيرة من الإطارات التي تملك رصيدا ثقافيا ونضاليا لايستهان به إلى اتخاذ زمام المبادرة بتدعيم الساحة السياسية بلبنة جديدة يحدوها الأمل في تسجيل قفزة نوعية نحو مجتمع أفضل .
إنها جبهة تستمد روحها ومبادئها من ثورة نوفمبر الخالدة في أبعادها الإنسانية التي تدعو إلى احترام الحريات الفردية والجماعية وحرية الشعوب في تقرير مصيرها واحترام حقوق الإنسان دون تمييز لجنسه أو عرقه أو لونه أو لغته،إنها جبهة تطمح إلي تكوين أسس دولة قوية تحافظ على مكتسبات ثورة نوفمبر من مجانية التعليم وإجباريته واستعمال العربية في جميع مراحله مع التأكيد على تعليم اللغات الأجنبية دون إقصاء أو تهميش بحسب ما تتطلبه حياة التواصل مع الأمم الأجنبية والتعامل معها ، كما نطمح إلى دولة يتمتع فيها الإنسان الجزائري بالحقوق النقابية وتكوين التنظيمات العمالية والحق في الإضراب بحسب ما تنص عليه قوانين الجمهورية ، جبهة تستلهم ماضي الأجداد النضالي والتراث والأصالة، كما تستمد علة وجودها واستمرارها وشعبيتها من الاهتمام المتزايد بمستقبل المجتمع ومطالبه المشروعة والملحة في الحق في العمل والتعلم والسكن والعلاج لضمان حياة حرة كريمة .وفي نفس الإطار فإن جبهتنا تؤمن بترقية الإنسان فكريا عن طريق تكريس حريته الفردية والجماعية بواسطة فتح وسائل الإعلام السمعية البصرية لضمان هذه الحرية وإعادة النظر في قانون الإعلام وعدم التضييق على حرية الرأي والصحافة تكريسا لحرية المواطن وحقه في الوصول إلى منابع المعرفة وتوعيته بمشاكله ومشاركته في إيجاد الحلول المناسبة لها
إنها جبهة تستمد روح نضالها من مبادئ الدستور الذي تعتبره تجسيدا لإرادة الشعب واختياره الحرتلك المبادئ التي تكرس الوحدة الوطنية وتحافظ على سيادة الوطن وسلامة ترابه وأمنه ،كما تؤمن جبهتنا بالديمقراطية فلسفة وسلوكا وبالتعددية السياسية والتداول على السلطة منهجا ووسيلة ،
جبهة تستمد أسسها وفلسفتها من وسطية واعتدال ديننا الإسلامي الحنيف وقيمنا الحضارية والثقافية المرتكزة على الاسلام والعروبة والأمازيغية ، لذلك نريد لها أن تنبذ العنف والتطرف والتشدد الغريب عن تلك القيم الانسانية العالية ، فلا تلجأ جبهتنا إلى فرض الرأي على الآخر بالإكراه، والتهديد ، لتتخذ من الحوار الحضاري بين الأفراد والجماعات والمؤسسات سبيلا لحل أي خلاف أو نزاع كيفما كان شكله أو نوعه .
جبهة نريد لها أن تخلوكلية من دواعي الفرقة العرقية ،والعنصرية ، والجهوية ، تحترم فيها المرأة وتناضل بعزم وحزم على مساواتها بأخيها الرجل في جميع الحقوق والواجبات ، إيمانا منها بأن المرأة الجزائرية، كانت سباقة وملبية لنداء الوطن ، في اللحظات التاريخية الحرجة
إن جبهتنا تسعى عبر نضالها المستمر إلى تحقيق تنمية مستدامة وشاملة ، تراعى فيها خيرات البلاد بتسيير راشد من ،مع أولوية التركيز على دعم قطاع الفلاحة للقضاء على التبعية الغذائية والاقتصادية ، كما تطمح جبهتنا إلى التركيز على الطاقات البديلة احتياطا للطاقات النافدة مستقبلا ،والعمل على الاهتمام بموارد السياحة التي تزخر بها طبيعة بلادنا الخلابة ، بآ ثارها العمرانية والتاريخية ، التي هي في أمس الحاجة لنفض غبار النسيان عنها ، والتي ما تزال لحد الآن بكرا غير مستغلة ، ولن يتأتى ذلك كله إلا بالرهان على الإنسان الجزائري والنهوض به في جميع الميادين، وتحريره كلية من الخوف والمرض والفقر وجميع أشكال الهيمنة والتخلف ، باعتباره مصدرا أكيدا لكل تطور أو تنمية ، رهانا يحرر فيه الطاقات الإبداعية الكامنة ، والمبادرة الخلاقة ، ويعيد إليه الثقة في نفسه ، وفي إمكانيات بلده وأمته ورجاله، رهانا يتلقى فيه تعليما مناسبا، ومنظومة دراسية وتربوية ،تأخذ بعين الاعتبار مؤهلاته الشخصية والثقافية والحضارية ، وتهيئه للتكيف مع مختلف الظروف ، ومستجدات العلوم والتكنولوجيات محليا وعالميا .ودفعه إلى الاستفادة من الثورات المعلوماتية الهائلة التي من شأنها أن تضعه في مصاف الدول المتقدمة وتفتح له أبواب التقدم والازدهار .
إن تعميق النضج السياسي وتنشيط الحياة الفكرية لدى مناضلي جبهة المستقبل وشحذ مداركهم الوطنية هي أهم ما يستهدفه العمل الإيديولوجي الحقيقي الذي يرتكز على التفاعل مع واقع الجماهير الشعبية والاعتماد على النقد البناء ورفض التدجيل مع المحاربة الصارمة لكل النعرات الجهوية والقبلية والعشائرية والمحسوبية وكل ما من شأنه تشتيت الصفوف ونشر أسباب الفرقة والكراهية .